التهاب الثدي: الأسباب والعلاج

التهاب الثدي: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يعد التهاب الثدي من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء، ويؤثر بشكل خاص على الأمهات المرضعات، لكنه قد يحدث في أي مرحلة من مراحل الحياة. يتسم التهاب الثدي بأعراض مزعجة قد تتراوح من الألم المحلي إلى التورم واحمرار الجلد، وفي بعض الأحيان قد يتسبب في تطور مضاعفات تؤثر على جودة الحياة. في هذا المقال، سوف نغطي تفاصيل دقيقة عن التهاب الثدي بدءًا من تعريفه وأسبابه، مرورًا بالأعراض الشائعة، وصولًا إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

تعريف التهاب الثدي

التهاب الثدي هو حالة التهابية تصيب أنسجة الثدي، وقد ينتج عنها ألم، تورم، احمرار، وأحيانًا تكون مصحوبة بحمى. غالبًا ما يحدث التهاب الثدي بسبب العدوى، ولكن يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى تتعلق بالاحتقان أو الإصابة بالتهابات غير بكتيرية. قد يكون التهاب الثدي حالة عابرة تزول مع العلاج المناسب، أو قد يتطور ليصبح مشكلة صحية مزمنة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

أنواع التهاب الثدي

هناك نوعان رئيسيان من التهاب الثدي، هما:

1. التهاب الثدي المرتبط بالرضاعة (التهاب الثدي المرضعي)

يعد هذا النوع من أكثر أنواع التهاب الثدي شيوعًا بين النساء المرضعات، ويحدث بسبب انسداد قنوات الحليب أو دخول البكتيريا إلى الأنسجة الثديية. ينتج عن هذا التهاب موضعي قد يصاحبه ألم شديد وتورم في الثدي.

2. التهاب الثدي غير المرتبط بالرضاعة

يمكن أن يصيب التهاب الثدي غير المرتبط بالرضاعة النساء في أي مرحلة عمرية، وقد يحدث بسبب عوامل مختلفة مثل التغيرات الهرمونية، انسداد القنوات اللبنية، أو التهاب جلدي قد يتسبب في التورم والألم في المنطقة.

أسباب التهاب الثدي

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الثدي، ويمكن تصنيفها كما يلي:

1. العدوى البكتيرية

أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الثدي هو العدوى البكتيرية، التي قد تنتقل عبر حلمات الثدي أثناء فترة الرضاعة، أو نتيجة لتعرض الثدي لجروح أو شقوق قد تكون مهيأة لدخول البكتيريا. البكتيريا الأكثر شيوعًا التي تسبب التهاب الثدي هي المكورات العنقودية الذهبية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تراكم القيح في الأنسجة الثديية.

2. انسداد قنوات الحليب

عندما يتم انسداد قنوات الحليب في الثدي، يمكن أن يتسبب هذا في تراكم الحليب في الأنسجة المحيطة بالقنوات المسدودة، مما يؤدي إلى التهاب موضعي. يحدث هذا غالبًا عند عدم إفراغ الثدي بشكل كافٍ أثناء الرضاعة أو عندما يتسبب عدم تدفق الحليب بشكل طبيعي في تراكمه.

3. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترات معينة من حياة المرأة، مثل الدورة الشهرية أو الحمل، قد تؤدي إلى تورم الثديين وتهيجهما، مما قد يؤدي إلى التهاب مؤقت في الأنسجة. في بعض الأحيان، قد يؤدي هذا التورم إلى احتباس السوائل والتهاب ناتج عن هذه التغيرات.

4. الإصابة والاحتكاك

يمكن أن يؤدي الاحتكاك المستمر أو الضغط على الثدي بسبب الملابس الضيقة أو حمالات الصدر غير المناسبة إلى التهيج والتورم في الأنسجة، مما يعزز احتمالية حدوث التهاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإصابة المباشرة مثل التواء أو كدمة قد تؤدي إلى التهاب الثدي.

أعراض التهاب الثدي

تختلف أعراض التهاب الثدي حسب نوع الحالة ومدى شدتها. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

• ألم في الثدي: قد يكون الألم مستمرًا أو يأتي على شكل نبضات، ويزداد شدة مع اللمس.

• تورم في الثدي: يحدث تورم في الأنسجة المحيطة بالقنوات اللبنية أو المناطق الأخرى المصابة.

• احمرار الجلد: يظهر الجلد المصاب في منطقة الثدي بلون أحمر أو متورم نتيجة التهاب الأنسجة.

• ارتفاع درجة الحرارة (حمى): من الممكن أن يصاحب التهاب الثدي الحمى الخفيفة أو الشديدة في بعض الحالات.

• شعور عام بالتعب والإرهاق: قد يشعر المصاب بضعف عام في الجسم، وهو أمر شائع في حالات العدوى.

• وجود كتل صلبة: قد تشعر المرأة بوجود كتلة أو تكتل في الثدي يكون حساسًا للمس، وغالبًا ما يكون هذا نتيجة للعدوى أو تجمع السوائل.

• الإفرازات من الحلمة: في بعض الأحيان قد تظهر إفرازات صديدية أو دموية من الحلمة.

تشخيص التهاب الثدي

لتشخيص التهاب الثدي بشكل دقيق، يقوم الطبيب بإجراء عدة خطوات لفهم الحالة. يشمل التشخيص عادة ما يلي:

1. الفحص السريري: يبدأ الطبيب بفحص الثدي بشكل دقيق، للتحقق من وجود تورم أو احمرار أو كتل. قد يطلب من المريضة إخبارهم عن تاريخ الرضاعة أو أي أعراض قد تكون قد سبقت الالتهاب.

2. التصوير بالأشعة (الماموغرام أو السونار): في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء فحص بالأشعة أو السونار لتحديد حجم الالتهاب أو وجود كتل غير طبيعية في الثدي.

3. تحليل الإفرازات: إذا كانت هناك إفرازات من الحلمة، قد يتم أخذ عينة لتحليلها في المختبر للكشف عن وجود أي بكتيريا أو فيروسات.

4. الاختبارات المخبرية: في حالات معينة، قد يتم طلب اختبارات للدم للكشف عن علامات العدوى أو الالتهاب.

علاج التهاب الثدي

يعتمد علاج التهاب الثدي على السبب الكامن وراءه ومدى تطور الحالة. في الحالات الخفيفة، يمكن علاج الالتهاب باستخدام التدابير المنزلية، بينما قد تتطلب الحالات الأكثر شدة تدخلًا طبيًا مكثفًا.

1. العلاج بالمضادات الحيوية

في حالات التهاب الثدي الناتج عن عدوى بكتيرية، غالبًا ما يُوصى باستخدام المضادات الحيوية. من المهم استكمال دورة العلاج بالكامل لتجنب تطور العدوى إلى حالات أكثر خطورة. غالبًا ما تكون المضادات الحيوية مثل ديكلوكساسيلين أو سيفاليكسين فعالة في علاج العدوى البكتيرية.

2. مضادات الالتهاب

قد يوصي الطبيب بتناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم والحد من الالتهاب في المنطقة المصابة.

3. التدابير المنزلية

• الراحة: أخذ قسط كافٍ من الراحة يعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى.

• تدليك الثدي: يمكن أن يساعد تدليك الثدي بلطف على إزالة انسدادات الحليب وتحفيز تدفقه.

• الكمادات الساخنة: تطبيق الكمادات الدافئة على الثدي قد يساعد في تقليل التورم وتخفيف الألم.

4. الجراحة (في الحالات النادرة)

إذا كانت الحالة شديدة أو إذا كان هناك تجمع للقيح أو خراج، قد يكون من الضروري تصريف القيح عبر الجراحة البسيطة.

الوقاية من التهاب الثدي

للوقاية من التهاب الثدي، يمكن اتباع بعض النصائح التي تقلل من فرص حدوثه:

• التأكد من الرضاعة بشكل صحيح: يجب أن يتم إفراغ الثدي بشكل جيد أثناء الرضاعة لتجنب احتباس الحليب.

• العناية بالنظافة الشخصية: من المهم الحفاظ على نظافة الثدي والتأكد من جفاف الحلمات بعد الرضاعة.

• تجنب الملابس الضيقة: ارتداء ملابس داخلية مريحة وغير ضيقة قد يساعد في تجنب الاحتكاك والتهيج.

الخاتمة

يعد التهاب الثدي من الحالات الشائعة التي قد تصيب النساء، وخاصةً أثناء الرضاعة. إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكرًا، فإن معظم الحالات تكون قابلة للشفاء التام دون مشاكل. من المهم أن تكون المرأة على دراية بأعراض التهاب الثدي وأن تستشير الطبيب في حال حدوث أي تغيرات غير طبيعية في الثدي لضمان الحصول على العلاج المناسب.